التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الأول
11- إثبات صفة الوجه
[وقوله: رسم> وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ قرآن>
رسم> [الرحمن: 27]. آية> رسم>
كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ قرآن>
رسم> [القصص: 88]. آية>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
هاتان الآيتان دلتا على إثبات الوجه لله تعالى كما يشاء رأس> وقد وردت في القرآن آيات كثيرة فيها إثبات الوجه، كقوله تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
أي: يقصدون وجه الله بالرضا، أي: رضا وجهه سبحانه، وقوله سبحانه: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
ورد أيضا في السنة أحاديث كثيرة تثبت الوجه لله تعالى، منها قوله -صلى الله عليه وسلم- رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![أخرجه البخاري برقم (7444) في التوحيد، باب: قول الله تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة )، ومسلم برقم (180) في الإيمان، باب: إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى عن أبي موسى عبد الله بن قيس رضي الله عنه.](/site/books.png)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![أخرجه مسلم برقم (179) في الإيمان، باب: في قوله -عليه الصلاة والسلام-: إن الله لا ينام ، وفي قوله: حجابه النور... ، عن أبي موسى رضي الله عنه.](/site/books.png)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![أخرجه أبو داود برقم (466) في الصلاة، وصححه الألباني، وهو في صحيح الجامع رقم (4715).](/site/books.png)
فيجب إثبات صفة الوجه لله تعالى كما يشاء الله، وكما يليق بجلاله وكماله، وهي صفة ذاتية أثبتها الله لنفسه ولم يخبرنا بكيفيتها، وإذا أثبتنا الصفة توقفنا عن الكيفية؛ لأن الله تعالى ليس كمثله شيء في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله.
ومن جملة صفاته: صفة الوجه، فليس وجهه كوجه المخلوقين، بل هو صفة تليق به سبحانه، وقد أنكر المعطلة الوجه لله تعالى، وقالوا: إن المراد بالآيتين المتقدمتين هو بقاء ذاته؛ لأنه يستحيل أن يبقى وجهه وحده بدون ذاته، ونرد عليهم بأنه سبحانه قد أضاف الوجه إليه في كلتا الآيتين رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
ولكن نقول: إن المقصود ببقاء وجهه هو بقاء ذاته سبحانه، فلا يدعونا ذلك إلى إنكار صفة الوجه وتعطيلها أو تأويلها وتحريفها بأنه الجهة أو الثواب أو نحو ذلك، وكذلك لا يلزم من إثبات الوجه لله تعالى وصفه سبحانه بأن له جسما مكونا من أعضاء وجوارح ونحو ذلك، بل نثبت ذلك لله كما يشاء من غير تعطيل ولا تكييف ولا تشبيه.
مسألة>